الهي ماعدت أبغي شيئا في هذه الحياة سوي عفوك ورضاك

الاثنين، 20 أكتوبر 2008

مــــوال قلــــب حزيــــــن (قصة قصيرة)


علي مائدة الاجتماعات وجدت نفسها معه وحدهم لم يكن هناك سواهم خيم عليهم الصمت في انتظار قدوم بقية الزملاء لبدء الاجتماع ومناقشة البرنامج الجديد الذي يجهزه الحزب للخوض في الانتخابات التشريعية القادمة ومناقشة الاسماء التي تم طرحها من رموز الحزب لخوض المعركة الانتخابية عندما جاءت للحزب منتمية له بعد ان اقتنعت بمبادئه وأسسه الذي بني عليها وجدته علي قائمة الشباب الجادين الذي لا يكل ولا يفتر من بذل مجهود مضني ويذهب هنا وهناك من اجل ايمانه السياسي بقضايا الوطن لم يبخل عليها يوما بأن يفهمها ماتعجز عن فهمه شاركته كل الوقفات والاعتصامات والمظاهرات والحملات اقتربت منه أكثر صار لها زميلا وأخا غاليا عزيزا تعتز باخوته ونبله واخلاصه لما يؤمن به وكان لمشاعرها هذا الحد فقط كانت مخطوبة لرجل أحبته سنينا طويلة وسافر للخارج لتجهيز عشهم السعيد فمارست العمل السياسي ربما لتحتمل ألام فراق حبيبها وانغمست فيه بكل روحها وخلاياها لترمي بجسدها النحيل أخر الليل وتحلم حلم اللقاء ولم الشمل قريبا وفي يوم ما وبلا انتظار مسبق لأخبار مؤلمة اذا بصديقة مقربة لها تتصل بها شعرت في صوتها بارتباك وأحست أن شيء ما يمنعها من الكلام ثم لم تلبث بعد الحاح منها أن نطقت لتنهي معها المكالمة وقد مادت بها الارض ودارت بها الدنيا كيف مستحيل وقصة حبنا وسنين عمري التي قضيتها في انتظاره والفراق والبعاد علي أمل اللقاء والوعود والأمال التي خطها معي والاحلام التي تقاسمناها بأحلي أيام من عمرنا كل هذا انهار امام وادي المال ليرسم بلا ادني شفقة مستنقع الخيانة خيانة قلب انتظر من يحب فطعنه بخنجر الغدر ليمرح هو مع من تمنحه المال بلا تعب ولا شقاء رن الهاتف ليظهر رقمه بذهول استمعت لصوته أمل انا كنت عارف ان سهام هتوصلك ان احمد شافني مع واحدة وانه سال وعرف انها مراتي امل حبيبتي صدقيني انا عملت كده لمصلحتنا اه والله لمصلحتنا الست ديه غنية قوي ومن خلالها هنقدر نحقق كل احلامنا وهنبني شقتنا اللي بنحلم بيها وهنقدر نأمن مستقبل اولادنا انا اتمرمطت كتير في الغربة وماوصلتش لحاجة ولولا اني لاقيتها في طريقي كنت رجعت زي ماسافرت ويمكن ااقل كمان امل انتي ما بترديش عليا ليه امل امل ردي عليا ارجوكي ماتسبنيش كده قذفت الموبايل من أقرب شباك وارتمت بلا حراك وكل الماضي الجميل أمامها ينهار وينهار وبقلب محطم أسدلت الستار وببقايا قلب قامت تصطنع الصمود لتطيح بمشاعرها بعيدا وعادت لعملها السياسي بقوة وبنشاط أكثر من الاول حتي انها باتت محل نظر واعجاب الجميع لنشاطها وحماسها الذي فاق كل حد ولكن كثيرا ما كانت تضعف عندما يحن قلبها لماض دفنته ومشاعر رقيقة كانت تحملها في يوم ذهبت لمقر الحزب بعد العصر فوجدته هناك وحيدا يستمع لعبد الحليم الذي انساب صوته العذب الحزين مشيت علي الأشواك وجيت لأحبابك لا عرفوا ايه وداك ولا عرفوا ايه جابك رميت نفسك في حضن سقاك الحضن حزن حتي في أحضان الحبايب شوك شوك ياقلبي لم تستطع ان تملك دموعها التي تساقطت في صمت بدون ان يشعر بها مشينا هناك وروحنا واللي هناك جرحونا جينا شايلينا جراحنا وبكينا وقلنا جينا جينالكم ياللي لينا مدوا ايدكم خدونا شيلوا الشوك من صدورنا والدمعة من عنينا أحست به يبكي شعرت بدموعه دون أن تراها ابكي تحت الليالي والخوف ملو الضلوع قلبي قلبي يابلاد غريبة بتنورها الدموع انتظرت لأخر الاغنية واقتربت منه في صمت وضعت يدها علي كتفه برقة فالتفت اليها ورأت عينيه تصرخ تتألم كم تمنت في هذه اللحظة أن تحتويه أن تضمه اليها أن تملك مفاتيح السعادة لتزيل الألم من عينيه خيم الصمت والحزن علي المكان كم شعرا في تلك اللحظة بانهما اندمجا ليجسدا معا كيانا واحدا كيان مغلف بطابع الحزن النبيل وبداخلة بؤرة الوحدة القاتلة كانت تعلم قصة ارتباطه بفتاة صادفته يوما اثناء احدي سفرياته فأعجب بها وبتفكيرها وباهتمامها المماثل بالسياسة وثقافتها الاجنبية فتعلق بها وأحبها كان كثيرا مايحكي لها عنها فكانت تفرح له وتسعد بحبه وكثيرا ماكانت تداعبه بكلماتها بس ابقوا افتكرونا ياعم واعزمونا فيرد عليها انتي اول المعزومين ياماما وانا قايلها كده ومعرفها ان أمل وسالي اخواتي واكتر وبحكي لها عنكم كتير فكانت تضحك يارب تكون مبيض وشنا قدامها كثيرا ما كانت تشعر نحوه بمشاعر أمومة غريبة رغم أنها تعلم أنه يكبرها بما لايقل عن خمس سنوات ولكنه كان احساسها التي كانت تحبه وتسعد به ربما رغبة بداخلها دفينة لأن تحيا دور الأم ونطقت عيناها الحنونة له ما الذي حدث؟؟؟ما الذي أطفأ فرحة الحب في عينيك السعيدتين؟؟؟

..أنهيت كل شيء دست علي قلبي من اجل كرامتي
... ليه بس يابني في ايه يا محمود فهمني.

.. الاستاذة بتتمنظر عليا بتترسم قدامي بعربيتها وبالفيزا كارت والماستر كارت وعاوزانا نبدل الادوار تبقي هي الراجل وانا الست

....يامحمود طيب نبهها يا اخي جايز مش واخدة بالها

...لا خلاص كله الا الاهانة تخيلي ندخل مطعم انا وهي نتعشي تقوم تكسفني وتقولي هدفع انا الحساب راجل أنا ولا قرطاس جوافة .

..يامحمود جايز ماتقصدش ياسيدي احنا بشر وكلنا بنغلط محدش مننا معصوم يعني انت نبهها ولو عملت كده تاني يبقي ليك الحق بس بلاش تدوس علي قلبك وتموت مشاعرك بالشكل ده انت مش شايف نفسك عامل ازاي انت بتموت يابني

...قلبي يموت لكن كرامتي لاء وانا مش ههين كرامتي عشان خاطر واحدة مهما كان

...طيب اعطيها فرصة اخيرة عشان خاطري انا.

..خاطرك غالي عليا يا امل بس معلش خلاص انا انهيت الموضوع ده خلاص.


.. يئست من اقناعه فأغلقت علي الموضوع ولم تفتحه معه مرة اخري وانغمسا معا في السياسة حتي النخاع وشاركهما زميل ثالث ليشكلا معا ثلاثي رائع نسوا او تناسوا كل ما في الدنيا ومن يوم الي يوم الف قضية وقضية ومقابلات مع شخصية وشخصية وحوارات وتغطيات زاد اقترابهم كان يتمتع بقدرة غريبة علي نسيان الامس وعيش اليوم لم ينساه وحده بل استطاع ان يأخذها معه في رحلة النسيان فكأنهما ولدا من جديد وكأن أرواحهم لم تجرح من قبل وكأن قلوبهم لم تحزن يوم وبدون أن تشعر تحولت المشاعر بداخلها من زمالة واخوة وامومة لحب جارف حاولت الابتعاد طرد هذه المشاعر الا ان قلبها أبي وبشدة لم يعد يستطع الاستغناء عنه بات هو مصدر سعادته بات أمله في الحياة والا فليفسر لي حزنه وانقباضه عندما يغيب عن عينيه يوما يفسر لي لهفته عندما تجده عينيه امامه يفسر لي سعادته البالغه وطيرانه وتحليقه حينما يتحدث معه يفسر لي توارد الخواطر في نفس الوقت يفكرا في نفس الشيء يفسر لي تشابه المشاعر لم يستطع القلب ان يهرب ويبتعد رغم خوفه ورعبه لما يعلمه من قسوة قلبه الا انه استمر كثيرا ما كانت تشعر بأنه يبادلها نفس الشعور حبا بحب وشوق باشتياق ولكن يبقي الصمت حليفه وكثيرا ما كانت تشعر ببعده ورحيله عنها عاشت في بوتقة الحيرة ونيران باردة تعتصر قلبها وكثيرا ماوقفت تتساءل أيبادلني نفس الشعور؟؟؟ ويأتي الجواب مثير للجدل نعم يبادلك اذن لما الصمت لا لا يبادلك اذن لما الاهتمام وبات القلب قلقا يؤرقه السهاد ويحلم بكرسي الاعتراف يأتي الليل ويتخذ قرار الاعتراف وعندما يقف أمامه لا يدري ماذا يحدث تهرب العيون وتتخذ الكلمات اطار الجدية وينتهي اللقاء وتزداد الحيرة كم مرة اتخذت قرار البعد الانسحاب الكامل من الحزب والبعد النهائي عن العمل السياسي الا انها سرعان ما تتنازل عن قرارها وتستنكره وربما في بعض الأوقات تكتفي وتقنع نفسها يكفي ان قلبها أحبه وسيظل حبه صامتا الي ان يتم الفراق لا بيدها ولكن بيد القدر وسرعان ماتثور براكين الغضب بداخلها لا ياقلبي لن تخضع لمن لا يشعر بك ويهتم وتأتي الصدمة التي زلزلتها وهو بعده عنها لظروف متعلقة بعمله فتكتئب وتبتأس ولكن لا تملك له سوي الدعوات بالتوفيق وانتظار عطلة نهاية الاسبوع لتراه ولكن كم تالمت وشعرت ان شيئا هاما ينقصها كم شعرت ان الدنيا اصبحت خاوية فارغة تنتظره بلهفة فلا يأتي بشوق فلا يهتم فاعتل قلبها اكثر واكثر ولكن يأتي في لحظة ما ليشعرها انها لا زالت باقية وربما اقوي فتزول العلة وتتكرر اهات وانات الحيرة لتغرق في بحورها باحثة عن شاطيء ينجيه منها فماذا تفعل وفي يوم قرر قلبها أن يرسي علي مرسي فبعث له بالسؤال الذي يصيبه بالحيرة لعله يهدأ فكان الجواب للقلب عذاب وللحياة موت وللرحيل وجوب فرحلت مع الجراح والالم ليجسدا معا موال قلب حزين

هناك 5 تعليقات:

حسن حنفى يقول...

مممممم

مش عراف ايه سبب البوستات الحزينه اللي ورا بعضها دي :(

عاوز بقي بوست كده يكون سعيد :(

غير معرف يقول...

بجد مبدعه يابطه
راااااائع بجد


تحياتى لقلمك

تلميحاتى - يوسف الشافعى يقول...

قرات البوست حتى اخر حرف
احزنتيناوبكتينا معاهم
ورجعتينا للاصاله مع حليم
..... ليس كل مايتمناه المرء يدركه..

ميرا ( وومن ) يقول...

يا بطوط

ايه الجمال ده انا حسيتها قوي كأني كنت معاها في كل خطوة

ربنا يكرمك بس فكيها شوية يا بطوط

وحشتني خالص

ريمان يقول...

بطتى

انا اسفه انا جيت فى الاخر معللللللللللش

بس بجد قصه بجد روعه فى الجمال

بجد حلوه اوى

بس حزينه يا بطتى

وبتحصل كتير فى الواقع على فكره

مع تحياتى

مصر