الهي ماعدت أبغي شيئا في هذه الحياة سوي عفوك ورضاك

السبت، 2 يناير 2010

ملاك يدعي... مــــــــنـــــى

أمر مؤلم أن تجبرك الظروف علي الرحيل يوم ما من مكان أحببته ..مكان وجدت فيه اناس أحببتهم ..عاشوا بداخلك..تركوا أثرا ..رغم رحيلك عنهم..الا أنهم ظلوا عالقين بقلبك ..ظلت أطيافهم معك ..وكم تمنيت بينك وبين نفسك أن تتغير الظروف ..لتعود اليهم..للقياهم ...لتخبرهم أنك مارحلت عنهم الا مرغما..لتعلن لهم ..أنك لم تنساهم ..وانهم بداخلك يحيون معك..و فجأة وبلا مقدمات ..وبدون موعد مسبق..تسمع منادي ينادي بصوت يعلو في الفضاء..ليخبر قلبك المشتاق لهم.الحالم بلحظة اعتذاره لهم....خبر ينعي رحيلهم من الحياة ..والي الابد

هذا ماحدث معي..منذ مايقرب من عامين ..وفي يوم من أيام الصيف الحارة...شعرت باختناق شديد ورغبة ملحة بداخلي لتغيير نمط حياتي الممل الكئيب..فاذا بصوت هاتف يعلو في داخلي ..لا بد من عمل ..لا بد من عمل ...واذا بجريدة الوسيط الاسبوعية بين يدي ..واذا بعيني تتابع بلهفة باب..مطلوب وظيفة...معلمة تجيد التجويد وتعليم جميع المواد الدراسيةوتحفيظ القران الكريم لطفلتين صغيرتين..لم اتردد طويلا..حيث تتوفر في الشروط بفضل الله العلي القدير...رفعت سماعة الهاتف واتصلت بالرقم ..ردت علي سيدة محترمة واخبرتني انها في انتظاري للمقابلة الشخصية ..في محل تجاري معروف ظننت انها تعمل به الا انه علمت فيما بعد انه ملك لزوجها..ذهبت..رحبت بي اشد الترحاب..جلسنا طويلا..قصيدة مدح طويلة في الطفلتين..مزاياهم وعيوبهم..ماذا يحبون وماذا يكرهون..أحببتهم قبل لقياهم..أخذت تصف لي جمال أسمائهم الكبري أريج وما اجمل ان تضع اسمها الرائع في جملة اريج الورد ..والصغري نقاء ..نقاء القلوب..شعرت برغبة عارمة لرؤية أصحاب هذه الاسامي المميزة المرتبطة بالورود والنقاء ..وربما أغبطتهم بيني وبين نفسي علي هذه الام الرائعة التي تعلن بشغف عن حبها لهم ورغبتها التي لا تخفي علي احد بان تراهم علي افضل صورة..وفي نهاية الحديث الممتع..وصفت لي عنوان المنزل ..ثم أخبرتني ..ان هناك سيدة أخري ..ستكون في شرف استقبالي اثناء ذهابي وهي التي ستهيأ لي المكان ..فظننت أنها ربما تكون مربية للاطفال حيث أمهم مشغولة بالعمل في المحل التجاري...الا أنها صمتت قليلا ثم أخبرتني..أنها ليست أم الاولاد..وانها زوجة ابيهم ..أخبرتني أنها متزوجة منذ مايقرب من خمسة عشر عام..ولم يشأ الله العلي القدير لها الانجاب رغم كافة المحاولات ..فتزوج زوجها من سيدة أخري ..ليكون أبا ..وأنجب ثلاث بنات وطفل وحيد..فتعجبت لهذه المرأة حقا..زوجة أب ..وتملك قلبا يحمل كل هذا الحنان لاطفال ليسوا أطفالها ..وقلت في نفسي ..لا أظن أن أمهم الحقيقية ستكون بهذه الحنية مثلها..أثناء ذهابي دار في خاطري كثير من الخواطر..عن السيدة الاخري..كيف هي؟..زوجة ثانية..وأنجبت بنينا وبنات..ستكون متسلطة..شعرت انني ربما لن استطيع أن أحبها ..فبعد ماعرفت السيدة الرائعة ,,لم اتوقع أن أجد الاخري مثلها ..ذهبت..أقبلت عليا ..الاخري..منـــــي..ياسبحا
ن الله..ما أجملها..الفطري الطبيعي بعيون زرقاء لامعة تلمح فيها صفاء السماء ونقاء القلوب ..أحسنت مقابلتي..زالت بعض مخاوفي بعض الشيء..أقبلت عليا أريج الورد ونقاء القلوب..أريج تشبه مني كثيرا ..وردة أريجها شمل كافة جوانحي..انتظمت معهم في الدراسة ..أربع أيام اسبوعيا ..اقتربت من مني أكثر وأكثر ..ما أجملها ..ما أجمل داخلها أروع مليون مرة من جمالها الرائع..كم شعرت بها واحببتها..مسكينة..صبورة..حمولة॥وظيفتها في الحياة أن تنجب ॥تعتني بكافة شئون المنزل॥وتعتني بشئون حماتها ॥تلك السيدة العجوز التي تقطن بالطابق السفلي ,,لم أرتح لها منذ أول وهلة॥شعرت بتسلطها الغريب ॥وسيطرتها التامة علي ابنها॥الزوج...وعلمت فيما بعد أن نجلاء॥الزوجة الاولي॥صاحبة الاعلان॥أنها خالتها॥أي أنها ابنة خالته॥وانه كانت تجمعهم قصة حب كبيرة توجت بزواج لم ينتج عنه انجاب فاضطر تحت رغبة والده بعد مرور عشر سنوات من زواجه بلا انجاب للزواج باخري لتحقيق امنيته॥نزلت نجلاء للعمل والوقوف بجوار زوجها في المحل التجاري ॥ونجحت نجاحا مبهرا في تطوير المحل ليصبح من اشهر المحلات الرياضية في دمياط ॥بل وتوسع نشاطه بمحل أخر علي الناصية المقابلة ॥ليعم الخير الوفير ॥نجلاء في العمل مع زوجها صباحا ومساءا...لم أراها فيما بعد الا نادرا ॥ومني في المنزل ॥في خدمة الجميع ॥الام الكبيرة وأبنائها الاربع التي انجبتهم تباعا دون فروق عمرية واضحة ॥لا تزيد عن عام॥والزوجة الاولي والزوج॥كم هي رائعة ॥كم أحببتها ॥وكم أحبتني ॥قلما ما كانت تخرج من المنزل ॥كنت أشعر بالبهجة تشملها حين تراني॥تجلس معي طويلا نحكي ونتكلم ॥ربما كنت اتضايق بعض الشيء لانها تعطلني عن عملي مع الاطفال ॥وكثيرا ماكانت سبب في تأخري ..الا اني أحببتها ..كانت تجهز لي ترابيزة بادخالها لحجرة نومها كل مرة وحملها وحدها رغم ثقلها دون ان تدعني اساعدها ..وتحمل لي كرسيا لاجلس عليه,,تحتار ماذا تقدم لي..تغتم عند نزولي ..تقف امامي..فاطمة خليكي اتغدي معانا النهاردة..و تتوالي اعتذاراتي لها مع رغبة عارمة للانتظار ..ربما لاسعادها..كنت المح دموعها كثيرا ويديها الجميلة تتوسط خدها الاجمل ..كانت ملاك..ربما قسوة حماتها عليها كانت تدميها ..كانت هي المسيطر علي كل شيء حتي علي اطفالها ..لم تكن تملك من امرهم شيء سوي اطعامهم وشرابهم وتسريحيهم..لا يسمعون لها كلمة ..فالكلمة للجدة..ولا يهتمون بشانها ولا يشعرون بوجودها..شيء اخر المني ..الحساب مع نجلاء..فهي المتولية لشئون المنزل المالية كلها..كم شعرت بضيق ..كان عليا الذهاب شهريا لتلقي اجري من نجلاء بالمحل..تساءلت ولماذا لا تعطيني اياه مني ؟..الامر ليس صعبا..لم اذهب للمحل ..حتي اجبرتهم علي تلقي اجري من مني ..لاحظت ارتباط الاطفال العاطفي والنفسي بماما نجلاء اكثر..فهي التي تحضر لهم الملابس الجديدة والالعاب الجديدة وهي التي تعدهم بالرحلات والفسح وما احب علي قلب الطفل من ذلك هي تملك الادارة بالمال والعمل ..تعلقوا بنجلاء ..واصبحت امهم مني بالنسبة لهم خادمة..لا يسمعون لها كلمة ولا يلقون لها بالا..شعرت بها بألامها ..كانت رقيقة حساسة ..لا انسي ابدا ..يوم عيد الام العام الماضي..واريج تخبرني انها ستحضر هدية رائعة لماما نجلاء ..ولم تذكر اطلاقا ..ماما مني..لم ادري ان مني سمعت الحوار التي دار بيني وبن اريج الا حينما لمحت دموعها ونبرة صوتها الحزين ..فقمتاريج وعنفتها..وعكفت انا وهي علي رسم هدية جميلة لماما مني..كانت اريج متفوقة في الرسم..رسمنا قلبا جميلا..كتبنا بداخله..كل سنة وانتي طيبة ياماما مني ..بحبك قوي..ولوناه بالوان رائعة..لم اتخيل ابدا ان تكون الفرحة به بهذا القدر ...كأنها أهدت لها عقدا ماسيا لا يقدر بثمن..أخذت القلب الورقي وعلقته علي زجاج سفرتها..واعتزت به..ما أقسي ان تتسول الام الحنان من عيون اطفالها ..

للقصة بقية

قصة مــــــــنـــــى

كل الاحداث حقيقية ..حدثت معي




مصر