الهي ماعدت أبغي شيئا في هذه الحياة سوي عفوك ورضاك

الأحد، 18 نوفمبر 2012

ابتـــــــســـامـــــة فــــــــرح


ابتسامة فرح 
قصة قصيرة كتبتها على دماء براءة شهداء قطار اسيوط...19/11/2012 ...بدموعى 

تعالى صوت الاذان فى اذنيها الصغيرتين ..الله اكبر ..الله اكبر ...ففتحت عيونها الجميلة ...وابتسمت ...كانت تحلم حلما جميل واختتم بأذان الفجر...أغمضت عينيها لتتذكر الطيور البيضاء الجميلة التى رأتها فى منامها وهى تلعب معها و ترفرف بأجنحتها لتعلو فى السماء وهى معهم بأجنحة لا تعلم من اين اتت الا انها وجدت نفسها ترفرف 
مثلهم وتطير للسماء وتبتعد عن الارض وطيور السماء حولها تداعبها وتضحك معها ...قفزت مريم الصغيرة من سريرها ..واسرعت نحو غرفة والدها ...لتداعب وجهه بيديها الصغيرتين وبصوت ارق من الملائكة ..صلاة الفجر يا ابى...فتح والدها عينيه...ليكون وجه صغيرته المشرق اول ما راته عيناه فى هذا الصباح...ضمها بين ذراعيه وقبلها ..وقام ليتوضأ...ذهبت ملك لغرفة أخويها ...لتوقظهم للصلاة..ثم ذهبت لغرفة اختها الكبرى لتوقظها...وقف الجميع خلف اباهم...وكعادتهم كل فجر يختتمون صلاتهم بالدعاء للفقيدة الغالية ...والدتهم..يطلبون لها الرحمة...ويرجون لها الخلود فى جنة الفردوس...ويتمنون من الله أن يجمعهم بها فى جنة رضوان ...ثم اجتمعوا حول ابيهم كل منهم يتلو عليه سورة الذكر الحكيم التى حفظها والتى سيتلوها على شيخه فى المعهد الازهرى الذى الحقهم به والدهم منذ صغرهم ... ثم بدأت رحلة الفطور والاستعداد للرحيل الى المعهد...وتجهز والدهم للذهاب الى عمله... وخرج الجميع معا...وقف الاطفال فى انتظار الاتوبيس...وودعهم والدهم بابتسامة عذبة..ليرحل الى عمله... ولم يتاخر الاتوبيس كثيرا..فسرعان ماوصل...وصعد الاطفال ليجلس كل منهم فى مكانه المخصص له...وهم يسلمون على زملائهم...جلست فرح كعادتها بجوار النافذة...لتراقب الطريق...تنظر للحقول الخضراء وللسماء الصافية...واذا بسرب من الطيور يظهر امام عينيها ليتوسط السماء...فتذكرت حلمها ..وابتسمت...وبينما لاتزال ابتسمتها الرقيقة تتوسط شفتيها اقترب الاتوبيس من شريط القطار...... ليتخطاه للجهة الاخرى...ولكن هذه المرة لم يتخطى الاتوبيس شريط القطار..لا بل لم يتخطى الاتوبيس القطار نفسه...اذا بالقطار يأتى بسرعة البرق حاملا معه شبح الموت لابتسامة فرح واخوتها وجميع البراءة التى تتجسد فى الاتوبيس...ليرسم بفرشة الاهمال وعدم الاحساس بالمسئولية ..لوحة ابتسامة اغرقها الفساد فى بحر الدماء...واذا بطيور السماء تخيم على الحادثة المنكوبة ...لتحمل معها ابتسامة فرح بعيدا الى السماء

مصر