ستبقي في قلبي
بنظارتها السوداء والخطين السوداوين المعلمان بوضوح علي ملامح وجهها الجميل دلفت الفتاة الجميلة الي محل الصاغة الذي رحب بها صاحبه سرعان ما فتحت حقيبتها الصغيرة لتخرج منها خاتما ذهبيا صغيرا أعطته له وقبضت الثمن جالت عيناها الحزينتين في باترينة خواتم الزواج لتستقر عيناها علي دبلة ذهبية جميلة التقتطتها أصابعها الرقيقة لتجدها مناسبة لها التفتت الي الصائغ وبصوت أرق من صوت المياه العذبة نطقت اسما لم تمض دقائق قليلة الا وقدم لها الدبلة منقوش عليها بماء الذهب الاسم و سرعان ما توسطت يدها الجميلة ومعها ظهرت شبح ابتسامة سعيدة علي شفتاها الحزينتان التفتت بحزن الي باترينة الدبل الفضية طال تأملها لها حتي فوجئت بالصائغ يمد لها يده بمنديلا فارتبكت واحمرت وجنتاها الرقيقتين خجلا برقة مسحت دموعها المنهمرة وقبضت بيدها الاخري علي الدبلة الذهبية وأسرعت في دفع الحساب وبخطوات سريعة غادرت المكان لتختلط بهرج ومرج السوق وقلبها يصرخ
ستبقي في قلبي
2
سؤال قلب
جلست علي تلك الصخرة العالية علي شاطيء البحر بأمواجه العاتية تأملت السماء الصافية وأغلقت عيناها الجميلتان من حرارة الشمس الساطعة تجولت بعيونها الزرقاء في أرجاء الكون حولها فوجدت صفاء ونقاء وطيور تجوب بأجنحتها رحلات بين الارض والسماء مغردة بأرق الالحان تنهدت تنهيدة عميقة وألقت نظرة أخيرة علي أمواج البحر ثم أعطت ظهرها له لتتطلع عيناها الي بيت جميل يتوسط حقول غناء مبني علي الطراز الامريكي البسيط يريح عين الناظر اليه ويجعله يتمني المكوث بداخله خاصة في هذا الجو الداعي للخمول حين يعلن الشتاء عن رحيله و يطل الربيع ببهائه وجماله لمحته يناديها من شرفة البيت ويلوح لها بيديه فأشارت اليه بأنها عائدة ومدت قدماها في بطء نحو البيت ولمحة حزن عميقة تطل من عيناها الجميلتان لاتتناسب أبدا مع بهاء المكان الداعي للفرح والسرور تذكرت الماضي الذي هرب منها بدعوي التضحية من أجل أن يراها سعيدة فتساءل قلبها الحزين أين هي تلك السعادة وقد فارقني الحبيب ولن يعود هزت رأسها بعنف لتصرف عنها الذكريات ورسمت علي شفتاها ابتسامة تبدو سعيدة والتقت عيناها بعينيه ونطق لسانها بصوت عذب صباح الخير ياحبيبي
3
الحب ليس لنا ياصديقي
ابتسمت ابتسامة بلا معني وأخبرته بثقة متناهية وهي تلملم أوراقها المتبعثرة علي مكتبها
الحب ليس لنا ياصديقي
وهزت رأسها الجميل وارتدت منظارها الشمسي الثمين وبخطوات سريعة غادرت المكتب والشركة بأكملها و خرجت لتقابل ضجيج الشارع الذي طالما مايزعجها أخرجت من حقيبتها جهازا صغيرا بسماعات وضعتها في اذنها وعاشت مع موسيقي بيتهوفن الرائعة الهادئة لتتغلب بها علي الضوضاء التي تزعجها وبريموت العربية الفارهة التي تملكها دلفت للسيارة وأدارت محركها وظهرت علي وجهها شبح ابتسامة ساخرة عندما تذكرت سؤال زميلها في المكتب الذي تلجلج وهو يحدثها بصوت أقرب للهمس عن أحوال قلبها العاطفية فاذا بها وبسرعة تجيبه الحب ليس لنا ياصديقي ولن يكون لنا أرادت أن تكمل له السؤال هل تدري من نحن ياصديقي؟ نحن كما تري عملا مرموقا وأسرة معروفة مشهورة وعربة فارهة ترحمنا من عذاب المواصلات ومنظار شمسي راقي وأزياء الطبقة العليا كما يبدو لا ينقصنا شيء بل المفروض حقا أن الحب خلق لمن كان مثلنا لا يتعذب في طوابير العيش يوميا ولا تتشقق أصابعه سعيا ميا ولا تتشقق أصابعه سعيا وراء رزق فلما اذن الحب ليس لنا
هل تعلم أنت ياصديقي لماذا الحب ليس لنا؟