الهي ماعدت أبغي شيئا في هذه الحياة سوي عفوك ورضاك

السبت، 25 مايو 2013

ثورة ..جـينـــات الشــــــــرف

(عاملة نفسها شريفة )....كلمة اثارت كل الغضب فى أعماقى واستخرجت كل ما بداخلى من صمت طال وطال ...واتقدت من عينى شرارة الدنيا ..وتطايرت أمام عينى ألاف الحلول والاحتمالات..فى جزء أقل من الثانية...االبحر..الطريق ..واصطدمت عينى بصخرة ضخمة ملقاة على الأرض أمامى...فلم أدرى كيف واتتنى القوة التى لا يقدر عليها رجال ..لاحمل الصخرة وأستدير لأنظر اليهما وغضب الدنيا ينضح به وجهى ..لأقذفهما بها ..ولسانى قبلهما يقذفهما بألفاظ يتعافى عنها فى العادة..الا انه فى هذه الحالة لم يستطع...حقا...اتقى شر الحليم اذا غضب....جينات الغضب ...جينات الشرف...جينات الانثى النقية الطاهرة العفيفة ..التى كرمها الله..وأهانها الانسان....التى أعطاها الله حقوقها ..واهمها حقها فى الحياة ...وأنكرها المجتمع... تحية لكل فتاة اختنقت يوما من بيتها واشتهت هواءا نظيفا ...فكل ما جال بخاطرها للترفيه..ان تنزل فى ارض الله وتمشى ...ان تمشى وهى فى عالم احزانها الخاص ...ولكن لم يتركها كلاب  الطريق فى حالها...وما أكثرهم..لدرجة أصبح الواحد يعتقد ..ان الجميع كلاب...انهم جميعا ذئاب ...أن لا هم لهم ولا شاغل سوى اظهار قوة زائفة فى عين فتاة مسكينة  لا تبغى شىء سوى ان يتركها الجميع فى حالها ...ولكن هيهات...فما أكثر السيارات التى تقف بعدها بخطوتين  وتضىء لها  كشافات السيارة ..وتفتح لها الشباك المجاور ...وكأنها فتاة ليل عابرة ..تتسكع على الطرقات ..وتتهافت على ماركات السيارات لتختار أيهما أغنى وأجمل...تضع وجهها فى الارض وتستمر فى خطاها لاعنة كل من يجول بخاطرها من عديمى الشرف والاخلاق ...واذ فجأة وهى تمشى على الطريق ..بصوت ماتور ماكينة صينى ...يخبط أذنيها..ليس ماكينة واحدة بل اثنان بل العديد.فينتابها الرعب وتتسمر فى مكانها من الخوف وتغمض عينيها فى انتظار المجهول الذى يأتى من خلفها ومن أمامها  ومن جوارها على نفس الممشى...وكأنه ممشى ليس للبشر ..وانما هو لماكينات الموت ....التى تأتى مع أصواتها بأقذر الكلمات ...وأدنى المعاكسات ..التى تشعر معها برغبة قوية فى التقيئو ..ومع ذلك تتحمل وتستمر ...ولا تلبث لحظات فى هدوء تنظر لغروب الشمس المهيب ..وتطلع لعظمة الله فى خلقه... ومايلبث خلقه الذى كرمهم بالعقل ...يظهرون أنهم  قد ألقوا هذا العقل جانبا ..وحركتهم غرائزهم...ورغباتهم وشهواتهم..لترى أحدهم قد أوقف ماكنته الصينى بالقرب منها ...وأخذ يتلفظ بملافظ لا تمت للانسانية بصلة... ويغريها بمتين جنيه فى الليلة مرة واحدة ...الا يدرى هذا الفاجر انه لو اغراها بملايين العالم كله وكنوزه ..لن ترضخ الشريفة  العفيفة؟...سولت له نفسه الضعيفة ..ان يهين ..جوهرة نفيسة ...طالب الرسول لها وهو فى لحظاته الاخيرة ..بالرفق..رفقا بالقوارير ..ولكن من يفهم...مأساة تتعرض لها البنت المصرية يوميا ...وكأن كل ذنبها أنها قررت أن تتريض ...أن تروح عن نفسها من متاعب الحياة ساعة...لتتعرض لهذا الكم البشع من القذارة..كأن علتها أنه ليس معها رجل يحميها..كأن سيرها بمفردها على كورنيش المدينة عار عليها  غسله والتبرء منه... كأن وحدتها مطمع للاوباش لاقتحامها ..كأنها أصبحت مباحة وسهلة للجميع...لا عزيزى الرجل القذر التى  لا يجول بخاطرك سوى القاذورات مثلك...لن تكبتها ...ولن تنال منها بحركاتك وكلماتك وسفالاتك..فأنت اصغر بكثير من تشبيهك حتى بحشرة ...لا بد وأن تداس بالاقدام...واعلم جيدا أن المرأة عندما تركت منزلها وخرجت محتشمة لهدف نبيل ايان كان هذا الهدف ماكان لك اطلاقا ان توقفها...فالحق معها والقوة لها ..وان كنت تستغل غياب النخوة المصرية او فنائها فهذا ماهو واقع فعلا ..النخوة والشهامة المصرية القديمة ماتت ودفنت فى اعماق سحيقة وماعاد لها وجود..أما الامن المصرى فهنيئا له باكتفائه بغسيل سياراته امام الاقسام وكفى ...فلا احد يلومها اذا...عندما  تتنمر وتقفز انيابها لتفترس كل من يحاول ان يتعرض لها بسوء ..وان كان اليوم الصخرة كانت الوسيلة  لردعك ياعديمى الشرف..فأعدك أنه غدا لن أكتفى بالصخرة ..فخذ حذرك..وعد لرشدك.. وشوف لك شغلانة عدلة تنفعك...يا اللى ماتعرفش حاجة عن الشرف ....لانك لن تتحمل ان تقف لحظة أمام ثورة ..جينات الشرف .

                                                                                               بقلم : فاطمة الطرابيلى 

مصر